طول حياتي أطلق على نفسي لقب الكائن الليلي .. فطوال سنوات دراستي كنت أفضل المذاكرة ليلاً .. وعدم الذهاب إلى المدرسة صباحا .. وكانت مذاكرة الليل تأتي ثمارها معي دائما .. ولكن كان العذاب بالنوم نهارا .. فهو متعب لحد الجنون وكأنك لا تنام .. تشرب من الماء المالح فبدلا من أن ترتوي فإنك تريد شرب المزيد !!
حتى أني أعتقد أن فترات السهر الطويلة تلك أثرت عليا بالكثير .. أولها حساسية الضوء في عيني .. وعدم إحتمال البقاء في ضوء النهار لفترات طويلة وإلا لازمني الضيق النفسي وصداع الرأس طوال اليوم.. لا تتعجب !!
حتى جاء العمل النظامي في الشركة .. فتنظمت حياتي رغم عني بالإستيقاظ قرب الفجر ويبدأ اليوم وقتها والنوم مبكرا أو متأخرا أصبح الأمر مشابها .. فنوم 4 أو 5 ساعات بالليل أحسن من نوم 10 ساعات كاملة بالنهار!!
ما زاد عندي هذا الإعتقاد هو أني قررت أن أعود لأيام زمان في أجازة عيد الأضحى وأقوم بقلب اليوم لأتحول مرة أخرى لذلك الكائن الليلي .. ولكن اليوم مما أراه من تعب قررت أن لا أفعلها ثانية أبدا .. وسأحاول تعويد نفسي على حياة الفطرة التي فطرنا الله عليها ..
وهناك أية في القرآن الكريم قرأتها عدة مرات ولم أنتبه لما فيها من معاني ..
وجعلنا الليل سُباتا .. وجعلنا النهار معاشا ..
فإذا كنت مثلي تتلذ بهدوء الليل بالعمل أو العلم فلا تنسى بدنك بالراحة بعض الليل ولن يفرق معك الكثير بل ستجد أثره على بدنك وعقلك .. وعينيك أيضا

مدونة الديكاميرون .. عن الأدب و الكتابة والفلسفة والفنون